الخميس 24 أبريل 2025 9:20:28
في عصر الأجهزة الذكية والإيقاع السريع للحياة، أصبح تأخر النوم عادة شائعة بين المراهقين، لكن دراسة جديدة من جامعتي كامبريدج وشانغهاي تدق ناقوس الخطر. فقد كشفت الدراسة الأكبر من نوعها حول تطور الدماغ لدى المراهقين أن النوم المبكر والكافي لا يؤثر فقط على المزاج أو الطاقة، بل يمتد تأثيره إلى نمو الدماغ، قوة الذاكرة، والقدرة على حل المشكلات.
وأوضحت النتائج أن من يحرص على النوم في وقت مبكر يتمتع بأداء أكاديمي وإدراكي أفضل، وهو ما يعزز أهمية إعادة النظر في أنماط النوم لدى هذه الفئة العمرية.
وشملت الدراسة التي تعد الأكبر من نوعها في مجال تطور الدماغ عند المراهقين، والتي أجراها باحثون من جامعتي كامبريدج وشانغهاي، أكثر من 3 آلاف مشارك تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، حيث تم تتبع أنماط نومهم باستخدام أجهزة متخصصة، وإخضاعهم لسلسلة من الاختبارات المعرفية وفحوصات الدماغ.
وكشفت النتائج أن المجموعة التي اعتادت على النوم مبكرا (نحو 37% من المشاركين) تميزت بأداء أكاديمي وإدراكي أفضل، حيث تفوقت في اختبارات القراءة وحل المشكلات والذاكرة. كما أظهرت فحوصات الدماغ أن أفراد هذه المجموعة يتمتعون بحجم دماغي أكبر ووظائف عصبية أكثر كفاءة.
ومن جانب آخر، أشارت الدراسة إلى أن معظم المراهقين لا يحصلون على القدر الكافي من النوم الذي يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات يوميا وفقا للتوصيات الطبية، حيث بلغ متوسط نوم أفضل مجموعة مشاركة حوالي 7 ساعات و25 دقيقة فقط.
وأوضحت البروفيسورة باربرا ساهاكيان، إحدى المشاركات في البحث، أن الدماغ يقوم خلال النوم بعمليات معقدة لتنظيم الذاكرة وتقوية المهارات المكتسبة، ما يفسر الارتباط الوثيق بين جودة النوم والقدرات العقلية.
ونصح الباحثون المراهقين الراغبين في تحسين أدائهم العقلي بالالتزام بعدة إجراءات منها: تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على جدول نوم ثابت حتى في أيام العطل.
وتقدم هذه الدراسة دليلا إضافيا على أهمية النوم الكافي خلال مرحلة المراهقة التي تشهد تطورا حاسما في وظائف الدماغ.